البخور

البخور في عالم صناعة العطور _________=

{المواد الخام }

الراتنجات العطرية المستخرجة من شجرة النقرس المعروف باسم اللبان هي واحدة من المواد العطرية الأكثر قدما للجنس البشري. وقد تم استغلال خصائصه العطرية منذ العصر الحجري المتأخر، أي منذ حوالي 15 ألف سنة. وقد كان ذو قيمة كالذهب من قبل المصريين والإغريق والرومان والعرب. كلمة عطر أو بيرفيوم تأتي من الاسم نفسه (fumum، أي الدخان) علينا أن نشكر البخور لإنه كان بمثابة البداية. ولم يكن سعر راتنجات البخور الطبيعي الجيدة أبدا رخيص، حتى في العصر الحديث. خلال الجزء الأكبر من تاريخ استخدام البخور، اقتصر استخدامه لأغراض مقدسة حيث يحرق في المعابد، وهذا هو السبب في أن كثيرين يربطون بين رائحة البخور والمعتقدات الدينية.

في صناعة العطور التقليدية الحديثة، استخدمت رائحة البخور كمجرد نوتة أو تفصيل خفيف للتأكيد على اتجاه معين في تطور العطر. لا أحد أقدم علي أي شيء أكثر من ذلك بالنسبة لهذة المادة العجيبة حتى قدمت دار Comme des Garçons مجموعة البخور من خمسة عطور في عام 2002.

ومنذ ذلك الحين قد استخدم البخور بشكل رائع واساسي في صناعة العطور وتستمر عطور البخور الجديدة في الظهور. مؤخرا في فلورنسا عرضت العلامة التجارية الجديدة SAUF ثلاثة من العطور المعتمدة على البخور.

نتحدث عن كمية البخور الطبيعي في العطور، Serge Lutens Encens et Lavande هو الفائز وفقا لأعلى نسبة من الزيت الطبيعي للبان في التوليفة العطرية (16٪ من ethereal - الزيت الأثيري و 0.2٪ من resinoid - شبيه الراتين). وكذلك تركيبة عطر Tauer Parfumes 05 Incense Extreme، التي قدمت في عام 2007، مبنية علي 1/4 من CO2 olibanum.

المكونات الأساسية في زيت اللبان الطبيعي أصبحت معروفة بالفعل منذ فترة طويلة. أنه يحتوي على كمية كبيرة من مركب α-Pinene (أحيانا أكثر من 50٪) التي وجدت في الحمضيات وزيوت النباتات الصنوبرية، وكذلك العديد من الزيوت الطبيعية الأخرى وتمتلك رائحة ترابية شديدة العذوبة. وبصرف النظر عن المكون الرئيسي α-Pinene، اللبان يحتوي في هيكله الجزيئي علي ال Camphene، وكذلك ال Sabinene، p-Cymene, Thujene, Limonene وتشكيلات أخري مثل زيت التربنتين.

أسيتات الأوكتانول والأوكتيل مسؤولة عن تلك الرائحة المميزة ذات النكهة الشمعية شبيهة الألدهيدات في اللبان، تذكرنا بقشر البرتقال مع الفواكه ولمحات الأزهار (جوز الهند، الورد) ومسحة طفيفة من رائحة الفطر.

في الجزء الثاني من القرن العشرين، مع تطوير أساليب وأدوات التصنيع الدقيقة، تم نشر الكثير من الأبحاث بشأن مركبات اللبان. في عام 1978 اكتشف مجموعة من العلماء أن جزءا من أحماض مونوتبربين يلعب دورا هاما في رائحة البخور عامة. وفي وقت لاحق تم التأكيد على أن ال Incensol وSerratol يمثلان جزءا هاما في تشكيل رائحة البخور، و خلات الإنسينول تمتلك بعض الخصائص المضادة للاكتئاب. في أعمال أخرى قد اقترح أن incensol وserratol ليس لهم رائحة، ولكنها تنتج المكونات العطرية أثناء تحللها الحراري أو الانحلال الحراري، وبعبارة أخرى عندما يتم حرقها.

ومن بين المواد الاصطناعية، لا يوجد سوى مركب واحد يحمل رائحة البخور المحترق - Mystikal، وهي مادة بتوقيع شركة جيفودان، أنتجت في عام 2008. من وجهة نظر كيميائية، هو حمض الكربونيك 2-Methylundecanal - (aldehyde С12 MNA من جيفودان). يمكن لأي طالب يعرف القواعد الأساسية في التركيب العضوي تحويل С12 MNA إلى قاعدة الأسير، خصوصا بعد قراءة خوارزمية مفصلة عن وصفها في براءة الاختراع. ولكن رسميا فقط عطاري جيفودان يستطيعون فعل ذلك، على الأقل لبعض الوقت حتى تنتهي صلاحية براءة الاختراع.

أنباء عن الروائح والبخور ظهرت قبل شهر في مجلة مهنية محترمة Angewandte Chemie - الطبعة الدولية. أعلن نيكولا بالدوفيني من جامعة نيس مع شركة جراس Albert Vieille اكتشاف المكون العطري الرئيسي في البخور، وهو ما يسمى أحماض اوليبانك - olibanic acids. حمض (1S,2S)-(+)-trans-octylcyclopropyl-1-carboxylic , وحمض (1S,2R)-(+)-cis-octyl cyclopropyl-1-carboxylicذو رائحة كنسية مكثفة تحمل سمات قاعدة اللبان مضمنة في كمية من بضعة أجزاء في المليون. بالمناسبة، كرس الباحثون اكتشافهم للعالم السويسري Roman Kaiser الذي يعمل لجيفودان والذي احتفل بعيد ميلاده ال70 قبل قبل بضعة أيام. وهو من المتخصصين البارزين في تحليل المواد العطرية الطبيعية.

دعونا نأمل أنه قريبا جدا سوف يجد الكيميائيين وسيلة لتخليق أحماض أوليبانك لتكون متاحة بشكل أكبر ليتم تحديث المكونات العطرية ببعض المواد الجديدة المثيرة للاهتمام. ربما، حقبة جديدة من اللبان العطري و البخور تنتظرنا في المستقبل القريب.............=